الكايزن
السر الياباني الذي أخبرنا به رسول الله
الكايزن .. السر الذي استخدمته اليابان والذي كان السبب في نهوض دولة اليابان بعد الحرب العالمية الثانية، لتتحول اليابان من انقاض دولة خربة إلى كوكب مستقل فوق كوكب الأرض، كوكب اليابان ،،
ما هو السر الياباني: الكايزن؟
الكايزن .. هي كلمة يابانية مكونة من شقين: (كاي) وهي تعني التغيير، و (زِن) وتعني جيد، أي ما يعني اجمالاً التغيير الجيد أو التغيير الأفضل، وباللغة الإنجليزية يُطلق عليه (Good Change)، ويتضمن معنى كلمة كايزن أيضاً الإستمرارية، وهذا يقودنا للمعنى المتكامل لكلمة كايزن وهو التغيير المستمر أو التطوير المستمر.
فلسفة الكايزن:
لا تعتمد طريقة التغيير داخل مدرسة الكايزن على التغييرات الكبيرة والملحوظة، ولكن ربما ما يميز الكايزن هو اعتماده على التغييرات الطفيفة جداً ولكن بشكل يومي، ما يقودنا إلى ما يُسمى التغيير التراكمي، هذا يشير إلى فاعلية ونجاح كل من يواظب على طريق التطور والتقدم ولو عن طريق إنجاز خطوة واحدة فقط كل يوم، على شرط ألا يمر يوم إلا وقد أُخذت خطوة نحو التطوير.
فقط خذ خطوة واحدة كل يوم نحو هدفك، تقدم كل يوم بمقدار 1% فقط نحو ما تريد تحقيقه، داوم على هذه الخطوة كل يوم وسترى مدى الإنجاز الهائل الذي سوف تحصل عليه بعد عدد قليل من الشهور بل الأسابيع، أو ما يُعرف ببناء العادات (راجع مقال بناء العادات من هنا لما فيه من فوائد جمة)
ولعل هذا المنوال هو ما نوه عنه رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، ولكن كيف ذلك؟! .. وما علاقة نبينا الكريم بقانون الكايزن هذا السر الياباني؟!
>> ومن هنا أنصحك أن تكرس وقتاً لقراءة ملخص كتاب العادات الذرية الذي نشرته في 6 مقالات مستقلة على مدونتي، إليك رابط الجزء الأول: "سر التحفيز والإنتاجية من منظور كتاب العادات الذرية"
الكايزن: السر الياباني الذي أخبرنا به رسول الله
لعل قارئي العزيز يرى مني إقحاماً لحديث رسول الله هنا، حينما قال من أوتي جوامع الكلم في حديث شريف: "خير الأعمال أدومها وإن قل"، ولكنه في الواقع هو خير ما يُقال من خير نبي عُلِّم جوانب الخير وأسرار النجاح ومفاتيح التفوق والتطور ..
نعم الكايزن بلغة اليابانيين معناه في لغتنا هو خير "الأعمال أدومها وإن قل" وقِس على ذلك جميع أمورك، ليست الدينية منها فقط بل أيضاً الدنيوية والحياتية.
هم قالوها بلغتهم عندما فطنوا لقوة هذا السر، سر التغيير المستمر ولو بقليل من الإنجاز في كل مرة ولكن شرط الإستمرارية، ونحن قد علمها لنا رسولنا الكريم منذ أكثر من 1400 سنة، بإيجاز شديد لا يخلو من إيضاح وتنوير، ولذا أنا هنا لا أعمد إلى ليّ عنق الحديث - وحشى لله أن أقوم بذلك - ولكن هو تطويع لما ورد في علم التطوير والتنمية الذاتية مع ما يتماشى مع تعاليم الدين الخاتم، وبأن علم التنمية الذاتية على أية حال لم يأتي بجديد.
أمثلة على تطبيق الكايزن
من منا لا يريد أن يمتلك جسداً رياضياً ممشوقاً مفتول العضلات؟ .. هلاَّ أخبرتُك بالطريقة على نظام الكايزن؟! إذاً هيا بنا:
1) الخطوة الأولى (1%): انزل واذهب إلى أقرب صالة رياضية، طُف حولها وشاهد الرياضيين داخلها وهم يتمرنون.
2) الخطوة الثانية (+1%): اذهب في اليوم الثاني وأدخل هذه الصالة وتعرف على المدرب واسأل على أسعار الإشتراك وبرنامج التمرين.
3) الخطوة الثالثة (+1%): اذهب في اليوم الثالث وادفع مصاريف الإشتراك.
4) الخطوة الرابعة (+1%): خذ ملابسك الرياضية واتجه نحو الصالة وقم بأداء تمارين الإحماء الإبتدائية.
5)الخطوة الخامسة (+1%): وهكذا انت أصبحت مع المتدربين، فواظب واستمر ......
أيضاً هل تتذكرون جميعاً قصة الأرنب والسلحفاء؟ ..
حينما دخلا سباقاً فازت فيه السلحفاء على الأرنب برغم سرعة الأرنب الكبيرة التي لا تُقارن بسرعة السلحفاء البطيئة جداً، أدركتم الآن لماذا فازت السلحفاء على الأرنب برغم فارق السرعة الكبير بينهما.
إن السر هنا يكمن في الكايزن، لم تكن السلحفاء يابانية لتدرك سر الكايزن، ولم تكن على دراية أصلاً بهذا السر، ولكنها عملت بهذا السر، الإستمرار وعدم التوقف ولو بخطوات ضئيلة للغاية سيصل بك إلى أعتاب النجاح، فقط توكل على الله واستمر ولا تيأس، وتذكر دائما حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "خير الأعمال أدومها وإن قل".
مقالات ذات صلة ،،
راجع: لماذا يفشل معظم الناس؟ "نظرية خرطوم الماء المتسخ"
أيضاً إليك: 6 خطوات تختصر لك الطريق لتحقيق أهدافك (مقال يُغنيك عن البحث)
إلى اللقاء ،،
تعليقات
إرسال تعليق