الوصفة الثلاثية
لتكوين عادة الكتابة يومياً وكسب دخل إضافي
لو سألتني عن سر النجاح في أي مجال على أن أصوغ لك هذا السر في كلمة واحدة لأجبتك: "الكايزن"، نعم السر في قوة الكايزن، ويطلقون عليه أيضاً قوة العادات أو سحر الخطوات الصغيرة، أو قوة الروتين.
في مقالنا الوصفة الثلاثية لتكوين عادة الكتابة يومياً وكسب دخل إضافي، سيتجلى لك معنى أن ينطوي الروتين على القوة، ويتولد منه ما سمّاهُ دارين هاردي "التأثير المركب" في كتابه الذي يحمل نفس الاسم "The Compound Effect"، وإذا كنت تظن بأن السر في بلوغ منزلة الكتّاب والأدباء يكمن في مدى ما عانوه من العصف الذهني والتركيز الوقتي وفقط، فقد أهملت جانباً كبيراً ينطلي على جُل السر، ألا وهو عادة الكتابة.
عادة الكتابة اليومية التي لا تغيب عن أصحاب الأقلام والأدباء والروائيين، تصبح كمن يمارس تمارينه الرياضية كل يوم بلا انقطاع، فتراه بعد فترة من الاستمرار لزمن طويل قد تناسق عوده وبرزت عضلاته، هكذا الكتابة مارسها بلا توقف حتى تصير عادة، فتحسن من أسلوبك وتطور من مهارتك وتصقلها بشكل أكثر، لتتفاجأ بعد فترة من كم المخزون الكتابي الذي يعود لقلمك.
إليك الوصفة الثلاثية لتكوين عادة الكتابة يومياً وكسب دخل إضافي لا ينقطع:
الوصفة الثلاثية لتكوين عادة الكتابة يومياً وكسب دخل إضافي
1. لا تنتظر الإلهام
اكتب كل ما يطرأ على ذهنك الآن، لا تنتظر ما يُسمى عند أرباب الشعر بـ (الإلهام)، بل يجب أن تجر بنفسك أزيال الإلهام إليك جرّاً، حتى ترغمه على الحضور والمثول بين قلمك وأفكارك.
هناك مثل إنجليزي يقول "Done is better than perfect" أن تُنهي الشيء افضل ألف مرة من أن تنتظر حتى تخرجه في أفضل وأكمل صوره. دائماً ما أصف السعي خلف الكمال بالآفة الخطيرة التي تحول دون إتمام أي مهمة أو إحراز أي هدف أو تحقيق أي غاية.
كثيراً ما يتسبب لاعب كرة القدم المستعرض بلعبته في اضاعة فرصة لهدف محقق، وأنتم بلا شك رأيتم بأنفسكم أهداف كروية ضاعت ببحث اللاعب عن استعراض جمال التسديدة.
لا تنتظر إلهام الكتابة، فقط اجلس واكتب، اكتب ما يجول بخاطرك الآن بمفرداته الآن وتعبيراته الآن، يمكنك بعد ذلك أن تسترجع ما كتبته ثم تمرره على فلاتر التنقيح والتعديل، ولكن إن لم تكن كتبت أصلاً فما الذي ستقوم بتنقيحه وتحسينه؟!
2. جرّب أماكن مختلفة للكتابة
في الوقت الذي نسعى لتكوين عادة الكتابة يومياً علينا أن نحذر من تكوين عادة التسويف أو المماطلة، هذا ولأن خطورة التسويف الحقيقية تكمن في تحويله إلى عادة، كما يقول ستيفن بريسفيلد.
إن ملايين المقاطع الغثة على موقع اليوتيوب يتربح أصحابها من ملايين البشر المصابون بداء التسويف، فبدلاً من أن تباشر مشروعاً تنميه أو تمارس رياضة بدأتها أو تكمل كتاباً تقرأه، تجدك ترجئ كل هذا بينما تشاهد بعض مقاطع اليوتيوب بلا هدف أو غاية، ثم في النهاية فشل زريع وخسارة وقت لا يمكن استرداده.
توقف عن أن تولي بيئة الكتابة اهتماماً بالغاً، توقف عن التسويف لحين تهيئة وتنميق جو الكتابة الرائق الذي تمارسه دوماً حتى تعصف ذهنك وتعصر أفكارك، تخلص من القوالب النمطية وابدأ تحت أي ظرف وبأي حالة مزاجية وفي أي مكان، بل جرب من الأماكن ما لم تجرب من قبل، ولا تضع لذلك قيوداً أو موانع ولا تنتظر حتى تواتيك الظروف المثالية للكتابة، إذا توقفت عن الكتابة فلن تواصل طريقك نحو النجاح وتحقيق دخل إضافي محتمل.
3. حدد هدف للكتابة اليومية
يكفيك أن تعرف "لماذا نكتب؟" حتى تضع عشرات الأهداف نصب عينك وقت الكتابة.
هذه الخطوة هي الأكثر أهمية، الغاية من أي شيء هي الوقود الذي يمدك بالطاقة اللازمة للإستمرار بحماس، وإن قوة الفائدة المركبة أو التأثير المركب - كما أشرنا سابقاً - ستنشئ مجموعة من الإنتاج الضخم لأعمالك مع مرور الوقت.
ومجددًا نحصل على سحر الخطوات الصغيرة، فلا يثبط الطفل خطواته الضئيلة في أن يجول أمتاراً فسيحة هي عنده شاقة وطويلة وبعيدة، وكما قال دارين هاردي: “إن ما يميز بين العادي والاستثنائي ليست الأعمال الضخمة أو الإنجازات الكبيرة، وإنما هي المئات والآلاف من الخطوات الصغيرة”
بتحقيق هدف يومي لتكوين عادة الكتابة والإلتزام بها، ستخلق مجموعة من الإنتاج الغزير لأعمالك مع مرور الوقت، وتحسن موهبتك في الكتابة وتخلق لك فرصاً للكسب والتربح المادي الإضافي من مهنة الكتابة بسرعة كبيرة لا تصدّق.
كلمة شكر
لم يكن ما تقدم من مقالي هذا يخرج بهذا الأسلوب - الذي أراه راقياً - لولا أنه انبثق من مقال آخر أكثر رقياً وأعظم أسلوباً، حيث استأذنت صاحبه أن أحوز شرف إعادة صياغته مشكوراً.
المقال الأصلي بعنوان: كيف لكتابة 1000 كلمة يوميًّا أن تغيّر حياتك؟
للمدون والمترجم البارع الأستاذ: محمد طارق الموصللي
تعليقات
إرسال تعليق